الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام
.بَاب صَلَاة الْخَوْف: (351) رَوَى مَالك، عَن يزِيد بن رُومَان، عَن صَالح بن خَوات، عَن من صَلَّى مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم ذَات الرّقاع صَلَاة الْخَوْف: أَن طَائِفَة صفت مَعَه، وصفت طَائِفَة وجاه الْعَدو، فَصَلى بِالَّتِي مَعَه رَكْعَة، ثمَّ ثَبت قَائِما وَأَتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثمَّ انصرفوا فصفوا وجاه الْعَدو، وَجَاءَت الطَّائِفَة الْأُخْرَى فَصَلى بهم الرَّكْعَة الَّتِي بقيت من صلَاته، ثمَّ ثَبت جَالِسا، وَأَتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثمَّ سلم بهم. مُتَّفق عَلَيْهِ.(352) وَرَوَى شُعْبَة هَذَا الحَدِيث من وَجه آخر عَن صَالح بن خَوات بن جُبَير، عَن سهل بن أبي حثْمَة، فبيَّن الْمُبْهم فِي رِوَايَة مَالك.(353) وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: سَأَلته هَل صَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي- صَلَاة الْخَوْف؟ فَقَالَ: أَخْبرنِي سَالم بن عبد الله بن عمر: أَن عبد الله بن عمر قَالَ: غزوت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ نجد، فوازينا الْعَدو، فصاففناهم، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لنا، فَقَامَتْ طَائِفَة مَعَه، وَأَقْبَلت طَائِفَة عَلَى الْعَدو، فَرَكَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمن مَعَه وَسجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ انصرفوا مَكَان الطَّائِفَة الَّتِي لم تصلِّ، فجاؤوا فَرَكَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم رَكْعَة وَسجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم بهم. فَقَامَ كل وَاحِد مِنْهُم فَرَكَعَ لنَفسِهِ رَكْعَة، وَسجد سَجْدَتَيْنِ.(354) وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث نَافِع، عَن ابْن عمر، بِلَفْظ آخر، وَفِي آخِره: قَالَ: وَقَالَ ابْن عمر: فَإِذا كَانَ خوف أَكثر من ذَلِك فصلِّ رَاكِبًا وَقَائِمًا تومئ إِيمَاء.(355) وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن جريج، عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، قَالَ نَحوا من قَول مُجَاهِد: إِذا اختلطوا قيَاما. وَزَاد ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِن كَانُوا أَكثر من ذَلِك فليصلوا قيَاما وركباناً إِلَى الْقبْلَة وَغير الْقبْلَة. وَهَذَا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ من قَول مُجَاهِد، أخرجه الْبَيْهَقِيّ بِلَفْظ: إِذا اختلطوا فَإِنَّمَا هُوَ الْإِشَارَة بِالرَّأْسِ وَالتَّكْبِير.(356) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: فرض الله عَزَّ وَجَلَّ الصَّلَاة عَلَى لِسَان نَبِيكُم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَضَر أَرْبعا، وَفِي السّفر رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْف رَكْعَة.(357) وَعَن عَطاء، عَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف فصففنا صفّين خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والعدو بَينه وَبَين الْقبْلَة- فَكبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكبرنا جَمِيعًا، ثمَّ ركع فَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فرفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحر الْعَدو، فَلَمَّا قَضَى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّجُود وَقَامَ الصَّفّ الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود وَقَامُوا، ثمَّ تقدم الصَّفّ الْمُؤخر، وَتَأَخر الصَّفّ الْمُقدم، ثمَّ ركع النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه فرفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ الَّذِي كَانَ مُؤَخرا فِي الرَّكْعَة الأولَى، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحر الْعَدو، فَلَمَّا قَضَى النبيّ السُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود فسجدوا، ثمَّ سلم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسلمنَا جَمِيعًا. قَالَ جَابر: كَمَا يصنع حَرسُكم هَؤُلَاءِ بأمرائهم. أخرجهُمَا مُسلم.(358) عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاة الْجَمَاعَة تفضل صَلَاة الْفَذ بِسبع وَعشْرين دَرَجَة».(359) وَفِي حَدِيث أبي سعيد: «بِخمْس وَعشْرين دَرَجَة».(360) وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: «بِخمْس وَعشْرين جُزْءا». وَالْكل فِي الصَّحِيح.(361) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد هَمَمْت أَن آمُر بحطب فيحتطب، ثمَّ آمُر بِالصَّلَاةِ فَيُؤذن لَهَا، ثمَّ آمُر رجلا فيؤم النَّاس، ثمَّ أُخَالِف إِلَى قوم فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو يعلم أحدهم أَنه يجد عَرْقاً سميناً، أَو مرماتين حسنتين لشهد الْعشَاء» مُتَّفق عَلَيْهِ لفظ البُخَارِيّ.(362) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا استأذنكم نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِد فأذنوا لَهُنَّ». لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(363) وَعند أبي دَاوُد: «لَا تمنعوا نِسَائِكُم الْمَسَاجِد، وبيوتهن خير لَهُنَّ».(364) وَعَن بُسْر بن سعيد، أَن زَيْنَب الثقفية كَانَت تحدث عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «إِذا شهِدت إحداكن الْعشَاء فَلَا تطيب تِلْكَ اللَّيْلَة». أخرجه مُسلم.(365) وَعند البُخَارِيّ عَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أعظم النَّاس أجرا فِي الصَّلَاة أبعدهم فأبعدهم ممشى. وَالَّذِي ينْتَظر الصَّلَاة حَتَّى يُصليهَا مَعَ الإِمَام أعظم أجرا من الَّذِي يُصَلِّي ثمَّ ينَام».(366) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من سمع النداء فَلم يَأْته؛ فَلَا صَلَاة لَهُ إِلَّا من عذر». أخرجه ابْن مَاجَه.(367) وَرَوَى مَالك، عَن نَافِع أَن ابْن عمر أذّن بِالنَّاسِ فِي لَيْلَة. ذَات برد وريح فَقَالَ: أَلا فصلوا فِي الرّحال، ثمَّ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمر الْمُؤَذّن إِذا كَانَت لَيْلَة بَارِدَة أَو ذَات مطر فِي السّفر أَن يَقُول: أَلا فصلوا فِي رحالكُمْ.(368) وَفِي رِوَايَة عبيد الله عَن نَافِع: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمر الْمُؤَذّن إِذا كَانَت لَيْلَة بَارِدَة، أَو ذَات مطر فِي السّفر أَن يَقُول: «أَلا صلوا فِي رحالكُمْ». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ الثَّانِي لمُسلم.(369) وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: نَادَى مُنَادِي - وَفِي لفظ: مُؤذن- رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك فِي الْمَدِينَة فِي اللَّيْلَة الْمَطِيرَة والغداة القرة.(370) وَعَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، قَالَ: سُئِلَ أنس عَن الثوم، فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أكل من هَذِه الشَّجَرَة فَلَا يَقْربنَّا، وَلَا يُصَلِّي مَعنا». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(371) وَعَن جَابر بن يزِيد بن الْأسود، عَن أَبِيه، قَالَ، قَالَ: شهدتُ مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجَّته، فَصليت مَعَه صَلَاة الصُّبْح فِي مَسْجِد الْخيف، فَلَمَّا قَضَى صلَاته فانحرف إِذا هُوَ برجلَيْن فِي أُخْرَى الْقَوْم لم يصليا مَعَه، فَقَالَ: «عليَّ بهما»، فجِئ بهما تُرعد فرائصهما، فَقَالَ«مَا منعكما أَن تصليا مَعنا؟» فَقَالَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا قد كُنَّا صلينَا فِي رحالنا، فَقَالَ: «فَلَا تفعلا، إِذا صليتما فِي رحالكما» ثمَّ أتيتما مَسْجِد جمَاعَة فَصَليَا مَعَهم، فَإِنَّهَا لَكمَا نَافِلَة. أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.(372) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنَا يَقُول: «لَا تبَادرُوا الإِمَام، إِذا كبر فكبروا.. الحَدِيث». أخرجه مُسلم.(373) وَفِي رِوَايَة مُصعب بن مُحَمَّد، عِنْد أبي دَاوُد: «إِنَّمَا جُعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَلَا تكبروا حَتَّى يكبر، وَإِذا ركع فاركعوا، وَلَا تركعوا حَتَّى يرْكَع». وَفِيه: «وَإِذا سجد فاسجدوا، وَلَا تسجدوا حَتَّى يسْجد». وَمصْعَب بن مُحَمَّد قد وُثِق.(374) وَرَوَى أَبُو إِسْحَاق، عَن عبد الله بن يزِيد، قَالَ: قَالَ لي الْبَراء- وَهُوَ غير كذوب-: إِنَّهُم كَانُوا يصلونَ خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم أر أحدا يحني ظَهره حَتَّى يضع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبهته عَلَى الأَرْض، ثمَّ نخر من وَرَائه سُجَّداً. مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم.(375) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابه تأخراً فَقَالَ لَهُم: «تقدمُوا فَأتمُّوا بِي، وليأتم بكم من بعدكم، لَا يزَال قوم يتأخرون حَتَّى يؤخرهم الله تَعَالَى». أخرجه مُسلم.(376) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي من اللَّيْل فِي حجرته وجدار الْحُجْرَة قصير، فَرَأَى الناسُ شخص النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ أنَاس يصلونَ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبحُوا يتحدثون بذلك، فَقَامَ اللَّيْلَة الثَّانِيَة، فَقَامَ مَعَه نَاس يصلونَ بِصَلَاتِهِ، صَنَعُوا ذَلِك لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، حَتَّى إِذا كَانَ بعد ذَلِك جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يخرج، فَلَمَّا أصبح ذكر ذَلِك النَّاس قَالَ فَقَالَ: إِنِّي خشيت أَن تُكتب عَلَيْكُم صَلَاة اللَّيْل. لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(377) وَعند مُسلم، فِي رِوَايَة زيد بن ثَابت: أَن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتخذ حجرَة فِي الْمَسْجِد من حَصِير فَصَلى فِيهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليَالِي حَتَّى اجْتمع النَّاس إِلَيْهِ، ثمَّ فقدوا صَوت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فظنوا أَنه قد نَام... الحَدِيث. وَأَصله مُتَّفق عَلَيْهِ.(378) وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: صَلَّى معَاذ بن جبل الْأنْصَارِيّ لأَصْحَابه الْعشَاء فطول عَلَيْهِم، فَانْصَرف رجل منا فَصَلى... الحَدِيث. لفظ مُسلم وَأَصله مُتَّفق عَلَيْهِ.(379) وَفِي حَدِيث لمُسلم فانحرف رجل منا فَسلم ثمَّ صَلَّى وَحده... الحَدِيث.(380) وَفِي حَدِيث الْأسود، عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: لما ثقل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلَال يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ. وَفِيه: «مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ»، فَلَمَّا دخل فِي الصَّلَاة وجد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفسه خفَّة، فَقَامَ يهادي بَين رجلَيْنِ- وَرجلَاهُ تخطان فِي الأَرْض- حَتَّى دخل الْمَسْجِد، فَلَمَّا سمع أَبُو بكر حسَّه ذهب أَبُو بكر يتَأَخَّر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجَاء رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جلس عَن يسَار أبي بكر، وَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي قَائِما، وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَاعِدا، يَقْتَدِي أَبُو بكر بِصَلَاة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاس يقتدون بِصَلَاة أبي بكر. مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.(381) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا صَلَّى أحدكُم بِالنَّاسِ فليخفف فَإِن فيهم السقيم، والضعيف، وَالْكَبِير، وَإِذا صَلَّى أحدكُم لنَفسِهِ فليطول مَا شَاءَ». مُتَّفق عَلَيْهِ.(382) وَعَن عَمْرو بن سَلمة، قَالَ: كُنَّا بِمَاء ممرَّ النَّاس، فَكَانَ يمر بِنَا الركْبَان فنسألهم: مَا للنَّاس، مَا للنَّاس؟ مَا هَذَا الرجل؟ فَيَقُولُونَ: يزْعم أَن الله أرْسلهُ، أوحى إِلَيْهِ كَذَا، فَكنت أحفظ ذَلِك الْكَلَام، فَكَأَنَّمَا يقر فِي صَدْرِي، وَكَانَت الْعَرَب تلوَّم بإسلامها، فَيَقُولُونَ: اتركوه وَقَومه فَإِنَّهُ إِن ظهر عَلَيْهِم فَهُوَ نَبِي صَادِق. فَلَمَّا كَانَت وقْعَة أهل الْفَتْح بَادر كل قوم بِإِسْلَامِهِمْ، وبادر أبي قومِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَقَالَ: جِئتُكُمْ واللهِ من عِنْد نَبِي الله حَقًا، قَالَ: صلوا صَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا، وصلوا صَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا، فَإِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن لكم أحدكُم، وليؤمكم أَكْثَرَكُم قُرْآنًا. فنظروا فَلم يكن أحد أَكثر قُرْآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركْبَان، فقدموني بَين أَيْديهم- وَأَنا ابْن سِتّ سِنِين أَو سبع سِنِين- وَكَانَت عليَّ بردة فَكنت إِذا صليت وسجدت تقلصت عني، فَقَالَت امْرَأَة من الْحَيّ: أَلا تغطون عَنَّا است قارئكم؟ فاشتروا فَقطعُوا لي قَمِيصًا، فَمَا فرحت بِشَيْء فرحي بذلك الْقَمِيص. أخرجه البُخَارِيّ.(383) وَعَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«يؤم الْقَوْم أقرؤهم لكتاب الله، فَإِن كَانُوا فِي الْقِرَاءَة سَوَاء فأعلمهم بالسُّنة فَإِن كَانُوا فِي السُّنة سَوَاء فأقدمهم هِجْرَة، فَإِن كَانُوا فِي الْهِجْرَة سَوَاء فأقدمهم سلما، وَلَا يُؤمَّ الرجل فِي سُلْطَانه، وَلَا يقْعد فِي بَيته عَلَى تكرمته إِلَّا بِإِذْنِهِ». أخرجه مُسلم.(384) وَفِي رِوَايَة لَهُ مَكَان: «سلما»«سنا».(385) وَفِي رِوَايَة: «يؤم الْقَوْم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قِرَاءَة، فَإِن كَانَت قراءتهم سَوَاء فليؤمهم أقدمهم هِجْرَة، فَإِن كَانُوا فِي الْهِجْرَة سَوَاء فليؤمهم أكبرهم سنا، وَلَا يُؤمَّ الرجل فِي أَهله، وَلَا فِي سُلْطَانه، وَلَا تجْلِس عَلَى تكرمته فِي بَيته إِلَّا أَن يَأْذَن لَك، أَو بِإِذْنِهِ».(386) وَعَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ليليني مِنْكُم أولو الأحلام والنُّهى، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثَلَاثًا، وَإِيَّاكُم وهيشات الْأَسْوَاق». لفظ مُسلم. والهيش: العيث. وَيُقَال هاش: إِذا عاث، وَكَأن المُرَاد الْفِتَن والهَيْج.(387) وَعَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رصوا صفوفكم وقاربوا بَينهَا، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى الشَّيَاطِين تدخل من خلل الصُّفُوف كَأَنَّهَا الْحَذف» أخرجه أَبُو دَاوُد عَن رجال الصَّحِيح. والحذف، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة: غنم صغَار يُقَال: من غنم الْحجاز.(388) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا، وشرها آخرهَا، وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا، وشرها أَولهَا». أخرجه مُسلم.(389) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: بتُّ عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة فَقَامَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي من اللَّيْل فَقُمْت عَن يسَاره، فأخذني برأسي وأقامني عَن يَمِينه.(390) وَعَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: صليتُ أَنا ويتيم فِي بيتنا خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأمي خلفنا أم سُليم. لفظ البُخَارِيّ فيهمَا.(391) وَعَن الْحسن، عَن أبي بكرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه انْتَهَى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِع، فَرَكَعَ قبل أَن يصل إِلَى الصَّفّ، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «زادك الله حرصاً، وَلَا تُعدْ». أخرجه البُخَارِيّ.(392) وَعَن عَمْرو بن رَاشد، عَن وابصة بن معبد رَضِي الله عَنْهُم: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رجلا يُصَلِّي خلف الصَّفّ وَحده، فَأمره أَن يُعِيد. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره. وَقَالَ أَحْمد: حَدِيث وابصة حَدِيث حسن، وَقَالَ ابْن الْمُنْذر: ثبَّت الحَدِيث أَحْمد وَإِسْحَاق.(393) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ«إِذا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَة فامشوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار وَلَا تسرعوا فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا». لفظ البُخَارِيّ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ. وَقد اخْتلف فِي هَذِه اللَّفْظَة فَقيل: «فَأتمُّوا» وَقيل: «فاقضوا». وَكِلَاهُمَا صَحِيح.
|